بحث :
سير قديسين
اقوال اباء
مقالات روحية
بستان الرهبان
تليفزيون الشمامسة
يوتيوب الشمامسة
طلبات الصلاة
قاموس معاني الاسماء
محرك بحث جوجل
روابط المواقع المسيحية
محرك بحث جوجل
درجات حرارة المحافظات
مكتبة الالحان
بحث مكتبة الالحان
مكتبة التنزيلات
بحث مكتبة التنزيلات
المعلم صادق
حياته
صور المعلم صادق عطالله
لقاءات المعلم صادق
الحان المعلم صادق
بحث فى مكتبة الحانه
البوم الصور
الحان وتنزيلات الفترة الحالية
القطمارس
عرض قراءات اليوم
عرض قراءات يوم اخر
طقس الفترات
أعياد السنة
السنكسار
الاجبية
الابصلمودية
الابصلمودية الكيهكية
الابصلمودية السنوية
خدمة الشماس
عرض الكتاب المقدس
عرض اية من شاهد
بحث فى الكتاب المقدس
خرائط الكتاب المقدس
تاملات من الكتاب المقدس
شخصيات الكتاب المقدس
قاموس الكتاب المقدس
استحالة تحريف الكتاب المقدس
تاريخ المدرسة
نظام المدرسة
نظام الرسامات
نظام الدراسة
نظام الامتحانات
خدام المدرسة
منهج ومواد المدرسة
الالتحاق بالمدرسة
اصدارات المدرسة
جدول الحصص
نماذج امتحانات
اوائل الامتحانات
كتاباته
حياته
تاريخ الكنيسة
الأباء كهنة الكنيسة
مبانى الكنيسة
البوم صور الكنيسة
الموقع الرسمي للكنيسة
مواعيد خدمات الكنيسة
انشطة الكنيسة
عنوان وتليفونات الكنيسة
بيت مؤتمرات الكنيسة
زيارات الاباء البطاركة
خاص بالملتحقين وخدام مدرسة الشمامسة ويتيح لهم خدمات أخرى
الكود:
كلمة السر:
هل نسيت كلمة السر؟
البث المباشر والراديو
بث مباشر
بث مباشر
صوت
فيديو
مختارات من الموقع
†
لا تبكوا علي الراقدين
†
ابصالية يوم الخميس
†
هيراكس الهرطوقي
†
كورونثوس الثانية ج4
†
تفسير رسالة بولس الرسول الي أهل رومية ج2
†
ثقلت حمولي
†
القديس زكريا الراهب
†
القديس الأنبا جاتيان الأسقف
†
كليب وسط النهار
†
مرد الابركسيس للملاك سوريال
†
الشهيد هدريان
†
Agios - Holy Friday.
†
مردات امانة اللص اليمين
†
بيتى بيت صلاة
†
الطلبة
†
ختام باكر أمين الليلويا - عيد الميلاد
†
القديس الأنبا سيسوي | صيصوي
†
الأب أولجيوس
†
الشهيد الأب سيكستوس الأول أسقف روما
†
الأب إغريغوريوس الراهب
†
بامفلت الحان عيد الغطاس المجيد 2014
†
القديس يوحنا البستاني
†
الناسك إسطفانوس الليبي
صفحتنا على الفيس بوك
القديس يوحنا الذهبي الفم
يوحنا فم الذهب، أو يوحنا
ذهبي الفم: يرسم لنا هذا الأب، بسيرته وعظاته وكتاباته أيقونة حيّة لحياة الكنيسة التي لا يحصرها زمان، ولا يطويها تاريخ
ففي سيرته نختبر الكنيسة السماوية المتهللة، المُعاشة على الأرض وسط الآلام
فقد أحب يوحنا الحياة الملائكية، وعشق البتولية، ومارس التسبيح والترنيم، وانطلقت نفسه من يومٍ إلى يومٍ نحو الأبديات
لكنه في هذا كله لم يتجاهل الواقع كإنسان يحمل جسدًا ويسكن على الأرض بين البشر، لذا مارس إيمانه بالأبدية خلال واقع
عملي، سواء في بيت أمه، أو ديره أو وحدته أو في دار الأسقفية كاهنٍ أو أسقفٍ، على منبره وسط استحسانات الجماهير أو في منفاه
لله در النساء:
St-Takla
org Image:
Saint John Chrysostom Iconصورة في موقع الأنبا تكلا:
أيقونة حديثة تصور القديس يوحنا ذهبي الفم
في إنطاكية إذ كان ليبانيوس Libanios أعظم خطباء عصره يحتضر، التف حوله تلاميذه يسألونه عمن يخلفه، فتنهد الفيلسوف الوثني قائلاً: "يوحنا لو لم يسلبه المسيحيون منّا!"
فقد اكتشف هذا الفيلسوف السوري مواهب تلميذه يوحنا وفصاحته، وكان يأمل أن يسلمه قيادة مدرسته من بعده، غير أن كنيسة بيته كانت أقدر على جذب قلبه!
لقد مات الوالي سكوندس Secondus قائد الجيش الروماني migidter militum
بسوريا، تاركًا زوجته أنثوسا Anthusa في السنة الرابعة من زواجها وهي لا تزال في ريعان شبابها وبهجة الجمال مع وفرة الغنى
تركها في العشرين من عمرها فحام الشبان حولها يطلبون ودها، لكنها وضعت في قلبها أن تكرس حياتها لخدمة طفليها: ابنتها التي سرعان ما انتقلت، ورضيعها يوحنا الذي وُلد بمدينة إنطاكية نحو سنة 347 م
لقد كرست أنثوسا حياتها في جديّة لتربية طفلها، لينشأ غصنًا حيًا وفعّالاً في كرم الرب
ولقد لمس جميع معارفها من مسيحيين ووثنيين ما فعلته هذه الأم في حياة ابنها، حتى اضطر الفيلسوف الوثني ليبانيوس أن يشهد عنها قائلاً: "لله درّ النساء عند المسيحيين!"
ثقافته:
تشرب يوحنا روح الحق على يدي أمه التقية التي أرضعته لبن تعاليمها منذ الطفولة
لكنها لم تكتفِ بهذا بل اجتهدت في تثقيف عقله بالعلوم والمعارف، فأودعته لدى ليبانيوس يتدرب على البلاغة والمنطق، ولدى أندروغاثيوس Androgathius يدرس الفلسفة
نبغ يوحنا نبوغًا فريدًا، وأعجب به كثيرون، فتنبأ الكل له بمستقبلٍ باهرٍ ومركزٍ سامٍ
وأحس هو بذلك فأراد إظهار قدراته ومواهبه بممارسته المحاماة نحو عامين
كان يرفع إلى القضاء دعاوى المظلومين والفقراء ببلاغة وفصاحة، حتى صار يوحنا محط آمال الكثيرين والكثيرات، يتوقعون له منصبًا قضائيًا في وقت قصير
أما هو فإذ تبسّمت له الدنيا انجذب إلى ملاهيها ومسارحها وأنديتها، لكن تعاليم أمه بقيت حيّة في داخله، فكان بين الحين والآخر يتوق لو كرس حياته للفلسفة الحقة فيمارس الإنجيل ويعيش من أجل الأبدية
مضى إلى مدينة أثينا وتعلم الحكمة اليونانية في إحدى مدارسها وفاق كثيرين في العلم والفضيلة
مع رفيق الصبا باسيليوس:
كانت يد الله تعمل في حياته، فبعثت إليه صديقه القديم، رفيق الصبا، باسيليوس، الذي كان يسلك بحياة إنجيلية تقوية، الذي روى عنه يوحنا نفسه قائلاً: "مال الميزان بيننا، فعَلَتْ كفّته، وهبطت كفتي تحت ثقل شهوات هذا العالم والأهواء التي ينغمس فيها الشباب"
بدأ باسيليوس يستميله نحو حب الله، فانجذب يوحنا، واشتاق لو كرس كل حياته للتعبد ودراسة الكتاب المقدس، فترك المحاماة وتلقفه مليتيوس Meletius أسقف إنطاكية الأرثوذكسي، وتلمذه ثلاث سنوات، ثم منحه سرّ العماد حوالي عام 369 م أو 370 م، وهو في حوالي الثالثة والعشرين من عمره، وكان العماد بداية انطلاقة روحية جادة
إذ يقول عنه
بالاديوس Palladius أنه منذ ذلك الحين "لم يحلف قط، ولا افترى على أحد ما، ولا نطق بكلمة باطلة، ولا سبّ ولا حتى سمح بأي مزاح طريف"
الشرارة تلتهب!
St-Takla
org Image:
Saint John Chrysostom ancient fresco mosaicصورة في موقع الأنبا تكلا:
لوحة فسيفساء فريسكو تصور القديس يوحنا ذهبي الفم
انجذب الأسقف مليتيوس إلى جمال شخصيته، وسمح له بمرافقته على الدوام، مدركًا بعين النبوة ما يكون عليه
وأقامه قارئًا أو أغنسطسًا Anagnostes عام 270
حلت عليه نعمة الله فوضع ميامر ومواعظ وفسر كتبًا كثيرة وهو بعد شماس
تأجيل رهبنته:
لم يكن يحتمل صديقه
باسيليوس مفارقته لحظة واحدة
كان يحثه على الدوام أن يتركا بيتهما ويسكنا معًا أو يلتحقا بالدير، لكن نحيب أمه المستمر عاقه عن تلبية طلبه
ففي طاعة أذعن يوحنا لتوسلات أمه الأرملة التقية ودموعها، إذ رأى من الحكمة أن يخضع لها ويطيعها، فقد تركته حرًا يتفرغ للعبادة والتأمل والدراسة، ممارسًا حياته النسكية الإنجيلية بغير عائقٍ
فإن كانت ظروفه لا تسمح له بالدخول في الحياة الرهبانية الديرية، لكن الرهبنة ليست مظهرًا إنما هي في جوهرها حياة داخلية يستطيع يوحنا أن يمارسها في العالم حتى يشاء الله له أن ينطلق في الوقت المناسب!
للحال حوّل يوحنا بيت أمه إلى شبه قلاية، لا بالاسم أو الشكل، لكن فيه انعزال عن الاهتمامات الزمنية ليمارس "وحدته مع الله" ودراسته في الكتاب المقدس
عاش يوحنا ناسكًا، يحب الله ويهيم في التسبيح له، يكثر الصلاة ويقلل
الطعام، يفترش الأرض وينام القليل، ممارسًا السكون في بيته ليرتفع قلبه نحو السماء، مختبرًا "الحديث مع الله"
لعله في هذه الفترة التقى بالأب ثيودور الذي كان رئيسًا لجماعة رهبانية بجوار إنطاكية ومعلمًا لمدرسة إنطاكية يدافع عن قانون الإيمان النيقوي ضد الوثنيين والهراطقة، مقتبسًا منه منهجه الحرفي والتاريخي في تفسير الكتاب المقدس، والذي انضم لجماعته فيما بعد
هروب من الأسقفية:
كان يوحنا بلا شك على اتصال دائم على الأقل بإحدى الجماعات الرهبانية، ليختبرها في بيته
حيث بدأت رائحة المسيح الذكية تفوح في قلبه بقوة وانطلقت في بيته انجذب الكثيرون اليه، أما هو فكان حريصًا على "الوحدة" واذ خلا كرسيان في سوريا اتجهت الأنظار حالاً نحو يوحنا وصديقه
باسيليوس ليتسلما العمل الرعوي
قال يوحنا: "شاع بغتة خبر أزعجنا كلينا، أنا وباسيليوس، وكان حديث القوم أن نرقى إلى المقام الأسقفي
حين وقفت على هذا النبأ، أخذ مني الخوف والقلق كل مأخذ كنت أخشى أن ألزم على قبول السيامة الأسقفية، وبقيت مضطربًا
"
إذ التقى بصديقه باسيليوس لم يكشف له شيئًا، ليس خبثًا، لكن من أجل خير الكنيسة
(ستجد المزيد عن
هؤلاء القديسين هنا في
موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار
والتاريخ)
ربما تحادثا معًا في العمل الأسقفي وبركة البحث عن الخراف الضالة في صدق وأمانة، فحسب
باسيليوس في هذا الحديث موافقة ضمنية على قبول السيامة
خاصة أنه يعلم أكثر من غيره ما يكنه قلب يوحنا صديقه من شوق جاد نحو خدمة النفوس
رضخ باسيليوس للسيامة متوقعًا بفرحٍ سيامة صديقه يوحنا، ليعملا معًا بروح واحد، يسند أحدهما الآخر
لكن جاء دور يوحنا فاختفى في الجبال الأمر الذي أحزن قلب
باسيليوس، فاضطر أن يكتب اليه يؤنبه على فعله هذا وخداعه له، أو ما يسميه خيانة العهد
لم يرد يوحنا أن يترك صديقه متألمًا، فكتب إليه فيما بعد مقالاً غاية في الابداع، يكشف له عن حقيقة موقفه بروح صريح واضح، تواضع مع محبة وعلم غزير
ألا وهو مقاله "عن الكهنوت De Sacredotio" المؤلف الذي يغذي أجيالاً من الكهنة والخدام
كتب في بلاغة بروحانية صادقة، فبكل تواضعٍ يروي في غير خجل أن توقفه عن دخول الدير سره دموع أمه، ثم عاد يتحدث عن العمل الكهنوتي كعملٍ الهيٍ فائقٍ، هو عمل السيد المسيح نفسه، العامل في كهنته
وفي غير خجل يعلن شوقه للخدمة بل وشهوته لها، فهو لم يهرب إلى الجبال هربًا من الأسقفية، لكنه مع شوقه لها يشعر بعدم أهليته!
رهبنته:
هدأت عاصفة رسامته أسقفًا فعاد إلى الظهور في إنطاكية، لكن سرعان ما تنيّحت والدته فخلا له السبيل إلى الانطلاق نحو الحياة الديرية بجوار إنطاكية، يسعد بأربع سنوات من أعذب أيامه، يقضيها في التأمل والصلاة والدراسة تحت قيادة شيخ مختبر يدعى ديؤدور، والذي يعتبر أحد مؤسسي مدرسة إنطاكية اللاهوتية، وقد رسم أسقفًا على طرسوس فيما بعد
وكان يزامله صديقاه منذ الدراسة عند ليبانيوس وهما
ثيؤدور الذي صار أسقفًا على الميصة Mopsuestia ومكسيموس الذي صار أسقفًا على كيليكية
على أى الحالات، فهؤلاء في مجموعهم لا يمثلون مجرد مجموعة نسكية بل وأيضًا جماعة دراسية، وضعوا على عاتقهم تفسير الكتاب المقدس بالمنهج الأنطاكي، ألا وهو المنهج اللغوي أو الحرفي، التاريخي
يقوم هذا المنهج على التفسير البسيط حسبما تشرحه اللغة، لذا دعي "المنهج اللغوي أو الحرفي"
كما قام على تأكيد الحقائق التاريخية كما وردت في الكتاب المقدس كحقائق واقعية وليست أعمالاً مجازية رمزية، لذا سمي أيضًا باالمنهج التاريخي
كان بالدير رجل عابد حبيس سرياني اسمه أسوسينوس أبصر في إحدى الليالي الرسولين بطرس ويوحنا قد دخلا على الذهبي الفم فدفع له يوحنا إنجيلاً وقال له: "لا تخف، من ربطته يكون مربوطًا ومن حللته يكون محلولا"، فعلم الشيخ الحبيس أنه سيصير راعيًا أمينًا
أعماله الكتابية في الدير:
St-Takla
org Image:
Saint John Chrysostom ancient fresco mosaicصورة في موقع الأنبا تكلا:
لوحة فسيفساء فريسكو تصور القديس يوحنا ذهبي الفم
1
إذ انطلق يوحنا إلى الدير تهللت نفسه فيه، أحس أنه في السماء عينها
وقد بقيت أحاسيسه هذه تلازمه كل أيام خدمته، إذ نجده تارة يقول "بالنسبة للقديس اللجوء إلى الدير هو هروب من الأرض إلى السماء!" وأخرى يصف الراهب في قلايته: "كأنما يسكن عالمًا آخر، هو في السماء بعينها
لا يتحدث إلا في السماويات
عن حضن ابراهيم وأكاليل القديسين والطغمات المحيطة بالمسيح"
على أي الحالات فإنه في فرحة قلبه أراد أن يجتذب بعض أصدقائه من إنطاكية، خاصة ثيؤدور للحياة الرهبانية، فسجل لنا مقاله الأول: "مقارنة بين الملك والراهب Comparatio regis et monachi"
2
في عام 373 كان غضب فالنس قد جاش على الأرثوذكس، فألزم نساكهم ورهبانهم على الخدمة العسكرية والمدنية، واعتبر بعض المسيحيين في النسك ضربًا من الجنون، وقامت حملات عنيفة ضد الرهبنة مما أضطر يوحنا أن يخط ثلاثة كتب تحت اسم Adverssus oppugnatores vitae monastiac يهاجم أعداء الرهبنة ويفند حججهم، محمسًا الآباء أن يرسلوا أولادهم إلى الرهبان لينالوا تعليمًا علميًا ويمارسوا حياة الفضيلة
3
انجرف صديقه ثيؤدور وراء شهوته فأعجب بامرأة جميلة تدعى Hermoine، فترك طريق الرهبنة وأراد الزواج منها، لكن يوحنا أسرع فكتب رسالتين لصديقه "Paraeneses ad Theodorum lapsum" يدعوه فيهما للتوبة والعودة إلى الحياة الرهبانية
4
تعزية ستاجيريوس Ad Stagirium a daemone vexatum: كتب مقاله هذا في ثلاثة كتب موجهة إلى راهبٍ شابٍ، يشجعه في تجربة قاسية حلت به
لقد انهمك ستاجير في ممارسة نسكية عنيفة، وأصيب بنوبة صرع، وحكم عليه البعض أن به روحًا نجسًا
نحو الوحدة:
عاش يوحنا أربع سنوات في الدير يمارس حياة الشركة، يحسبها أجمل فترات عمره
لكن كتاباته الرهبانية التي سجلها لجذب أصدقائه نحو الدير أو لدفاعه عن الرهبنة والرهبان سحبت أنظار الناس اليه، فانفتحت قلايته لهم وأفقدوه فترات هدوئه
أما كتاباته لثيؤدور وستاجير فقد كشفت للكنيسة عن موهبته في الخدمة، والتهاب قلبه بخلاص الآخرين، وحكمته في رعايتهم
لم يجد بدًا الا أن يهرب من المجد الباطل إلى "الوحدة" يمارس حياة أكمل
انطلق إلى الوحدة كما يقول بالاديوس ثلاث دفعات، في كل مرة قضى ثمانية شهور حارمًا نفسه من النوم بصفة تكاد تكون مستمرة، يدرس انجيل المسيح بشغف
خلال هذين العامين لم يستلقِ نهارًا ولا ليلاً
فانهارت طاقته وأصابه نوع من الفالج
فأحس بعجزه عن الاستفادة من هذه الحياة وعاد إلى الكنيسة بإنطاكية
شموسيته:
حوالي عام 381 م عاد يوحنا إلى إنطاكية، فتلقفه أسقفها ميليتوس بفرح عظيم، ورسمه شماسًا رغم معارضته
وسط الخدمات الطقسية والخدمات الاجتماعية الكنسية كان يوحنا يقتنص كل فرصة للدراسة والكتابة، فإن كان ليس من حقه كشماس أن يعظ انشغل بالكتابة في نوعين: كتب دفاعية وأخرى لها مسحة نسكية
مقالان دفاعيان:
كتب مقاله عن "القديس بابيلاس وضد يوليانوس"، موجهًا للأمم De S
Babyla s,contra Julianum et Gentiles
والمقال الثاني "ضد اليهود والأمم مبرهنًا على لاهوت المسيح Contr Judaeos et Gentiles quod Christian sit deus
بدأ يكتب أثناء دياكونيته عن الحياة المسيحية في إتجاه نسكي: عن البتولية وعن الندامة De Compunctione، وإلى أرملة شابه، والزواج الوحيد، والمجد الباطل وتربية الأطفال liberis De inani gloria et de educandis
قسوسيته:
دُعي الأسقف ميليتوس لحضور
المجمع المسكوني بالقسطنطينية، فاصطحب معه الكاهن فلافيان، ووكل شئون الكنيسة بإنطاكية في يدي شماسه القديس يوحنا
وفي أثناء انعقاد
المجمع تنيّح الأسقف مليتيوس فبكاه يوحنا بكونه أباه ومرشده
أجمع آباء إنطاكية على رسامة فلافيان [فلابيانوس] خلفًا له، وهذا بدوره قام برسامة يوحنا كاهنًا
عظات التماثيل:
بدأت شهرة يوحنا الذهبي الفم بمجموعة العظات التي ألقاها في إنطاكية عام 387 م، سميت "عظات التماثيل" لها قصة في حياة كنيسة إنطاكية
St-Takla
org Image:
Saint John Chrysostom icon (St
Youhanna Thahaby Al Famm)صورة في موقع الأنبا تكلا:
أيقونة تصور القديس يوحنا فم
الذهب (سانت جون كريسوستوم)
ففي عام 387 م شرعت الحكومة المركزية أن تتهيأ للاحتفال بمرور عشر سنوات على حكم الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير وخمس سنوات على اشتراك ابنه الشاب أركاديوس معه في السلطة
ولما كانت مثل هذه الاحتفالات تحتاج إلى بعض المال صدر أمر امبراطوري بفرض ضريبة جديدة إضافية، الأمر الذي استاءت منه كل المملكة، لكن لم يستطع أحد أن يعترض
أما في إنطاكية فقد حدث أثناء قراءة القرار في الميدان أن عبَّر بعض الحاضرين عن شعورهم بالاستياء، لكن الوالي أبى أن يصدر أمره للجنود بالهجوم على شعب أعزل
وقد انتهز بعض دعاة الفتنة هذه الفرصة فأخذوا يصرخون مطالبين الأسقف فلافيان بالتدخل لوقف القرار، وغالبًا كان هؤلاء من أتباع بولينوس أي من جماعة الاستاسيين، يريدون إثارة خلاف بين الإمبراطور والحكام مع الأسقف!
وسط جموع شعبية تضم من كل صنف سرعان ما سرت هذه الصرخات لتثمر بينهم هياجًا فثورة
وفي لمح البصر، دون أي تفكير وبغير أي ضابط انطلق البعض يحطم تماثيل الإمبراطور والإمبراطورة وابنهما، ورموها في الأوحال والقاذورات
كل هذا تم في لحظات مملوءة ثورة حماسية تبعها هدوء، حيث أفاقوا من سكرتهم وأحسوا ببشاعة جريمتهم، وباتوا خائفين يتوقعون مصيرهم ومصير مدينتهم من عقاب شديد
فقد ارتبكت المدينة بأسرها، كبيرها مع صغيرها، ولم يعرف أحد ماذا يكون العمل
وجد الأب الأسقف فلافيان
نفسه ملتزمًا أن يتدخل لدى الإمبراطور، يهدئ من غضبه ?تجاه المدينة، أما عظماء
الوثنيين ووجهائهم فقد خافوا على أنفسهم ولم يجسروا أن يفعلوا شيئًا، الأمر
الذي أساء إلى نفوس الوثنيين
أسرع الأب البطريرك إلى القسطنطينية، لكن الخبر كان أسبق منه، بلغ
إلى الإمبراطور، فأرسل قائدين من عنده وأعلنا سقوط امتيازات
المدينة ونقل العاصمة إلى اللاذقية، كما أغلقا الأندية والمسارح،
وألقيا القبض على بعض وجهاء المدينة الذين حامت الشبهات حولهم،
فصودرت ممتلكاتهم وطردت نساؤهم من بيوتهن
كما أعلن القائدان اصدار الأمر بحرق المدينة وقتل كل شعبها، لولا
تدخل بعض النساك والرهبان، ومن بينهم الناسك مقدونيوس
فقد نزلوا
من الجبال والأديرة والتقوا بالقائدين وطلبوا منهما الانتظار حتى
يمكن تقديم شفاعة لدى الإمبراطور
في ذلك الوقت بينما كان الأب
البطريرك في طريقه إلى القسطنطينية رغم كبر سنه وارهاقه بالصوم إذ
كان الوقت الأربعين المقدسة، وكان الرهبان والنساك يتضرعون لدى
القائدين بإنطاكية، كان الناس مذعورين يسمعون من يوم إلى يوم
إشاعات متعارضة، تارة يتوقعون العفو وأخرى يهددهم الموت
فهرعوا إلى الكنيسة ليقتنصهم الكاهن يوحنا بعظاته، فينثر من درر
قلبه وفمه أحاديث فيّاضة تنعش قلوبهم المنكسرة، وتشدد عزائمهم
الواهية، تدفعهم إلى التوبة والرجوع إلى الله، ليس خوفًا من موت
الجسد أو خسارة ممتلكات أرضية، وإنما شوقًا إلى نور الأبدية خلال
مراحم الله غير المتناهية
لقد ألقى الأب في بداية خدمته الوعظية
هذه السلسلة من العظات الخالدة [21 عظة] التي وجهت أنظار إنطاكية
بل وخارج إنطاكية إليه
أسقفيته:
في سبتمبر 397 م رقد نكتاريوس Nectarius
أسقف القسطنطينية أو بطريركها، فاجتمع الشعب مع الإكليروس يتداولون أمر اختيار
خلفًا له، وتطلعت الأنظار إلى البلاط الملكي حيث كان الشاب أركاديوس قد تولى
الحكم على الشرق خلفًا لأبيه ثيؤدوسيوس
وكان أركاديوس هذا ضعيف الشخصية تسلط
عليه وزيره روفينيوس، ثم قوي عليه أتروبيوس الخصي Eutropius، الذي صار له
وزيرًا، بل الحاكم الفعلي للمملكة الرومانية الشرقية
سمع أتروبيوس الكاهن يوحنا يعظ في
إنطاكية فأعجب به، وفي غير تروٍ نطق باسمه خلفًا لنكتاريوس دون أن يقيم حسابًا
لشخصية يوحنا، فهو إنسان لا يعرف المجاملات على حساب الحق، يعمل بغير محاباة
للوجوه، عنيف [إن صح هذا التعبير] لا يخاف إنساناً!
هكذا شاءت عناية الله أن يرشح أتروبيوس
يوحنا بطريركًا للقسطنطينية وبالتالي أعلن الإمبراطور الاسم، فطار الشعب فرحًا
وتهلل الكهنة به
ولكن كيف لشعب إنطاكية أن يتركه؟ فقد عرف أتروبيوس ما يكون
عليه شعب إنطاكية إن عرفوا بخروجه من وسطهم، فأرسل إلى فيكتور أستريوس قائد
جيوش الشرق يخبره بأمر الإمبراطور، طالبًا منه أن يرسل الأب إلى القسطنطينية من
وراء الشعب
وفعلاً استدعى الوالي الأب يوحنا، وسأله أن يرافقه في زيارة بعض
المقابر للشهداء خارج المدينة وما أن عبر الأب خارج الأسوار حتى حُمل قسرًا إلى
القسطنطينية
رعايته لشعبه:
إذ وضعت عليه يد الأسقفية بدأ الراعي
الجديد يعلن حبه لشعبه، ففي عظته الأولى يوم رسامته تحدث مع شعبه بروح صديقه
بولس الرسول، يشجعهم ويكشف لهم عن غيرتهم ومحبتهم لمعلميهم، كما حدثهم عن حبه
هو لهم قائلاً:
"أتحدث إليكم اليوم
إني أحبكم كأني عشت
معكم منذ البداية
هذا ليس بسبب حنوي نحوكم ، لكن أنتم
تستحقون كل حب
في إنطاكية يوجد شعب كثير، أما في
القسطنطينية فيوجد أناس مؤمنون يظهرون ثباتًا عظيمًا وإخلاصًا" أخيرًا أعلن لهم
أن الكرازة "هي أعظم التقدمات وأسماها وأفضلها"
كان الهدف واضحًا نصب عينيه، انطلق منذ
البداية يتحدث بروح الإنجيل، ساعيًا إلى خلاص الناس، باعثًا فيهم روح الكرازة
والخدمة
كان مداومًا على التعليم والوعظ وتفسير
العهدين القديم والجديد
روى
المؤرخ
سوزومين قصة عجيبة ربما
انتشرت في القسطنطينية في تلك الآونة، وكان لها أثرها في خدمة الأسقف يوحنا،
ملخصها أن رجلاً من التابعين لهرطقة مقدونيوس كان يسمع عظات يوحنا فانجذب اليه
ورجع إلى الإيمان الأرثوذكسي، وأما زوجته فبقيت في انحراف إيمانها
هدد الرجل
زوجته بالانفصال عنها وهجرها إن بقيت في هرطقتها، فوعدته بقبول الإيمان
المستقيم
وإذ دخلت الكنيسة وجاء وقت التناول من الأسرار المقدسة تظاهرت
جاريتها بالصلاة في خشوع، فأحنت رأسها وناولت سيدتها قطعة من الخبز كانت قد
أحضرتها معها
وما أن وضعتها المرأة في فمها وحاولت مضغها حتى تحولت بين
أسنانها إلى قطعة من الحجر
للحال ارتعبت السيدة جدًا، وخشيت غضب الله، فذهبت
مسرعة إلى الأب يوحنا البطريرك تعترف أمامه بكل شيء، وقدمت له قطعة الحجر وآثار
أسنانها عليه
وكانت تبكي بمرارة تسأل الغفران
يعلق
سوزومين على الرواية
بقوله: "من يظن في هذه القصة عدم صدقها يستطيع أن يختبر الحجر المذكور، فإنه لا
يزال محفوظًا في خزينة القسطنطينية"
رعايته للفقراء:
لم يكن القديس يوحنا كارزًا بالإنجيل من
على المنبر فحسب، لكنه يشهد لحق الإنجيل في سلوكه وتصرفاته
فقد تسلم القصر
الأسقفي الذي أقامه سلفه الأسقف نكتاريوس، وقد تبقى به بعض قطع من المرمر لم
تكن قد استخدمت بعد، فباعها وقام بتوزيع ثمنها على الفقراء
كما ألغى النفقات
الباهظة في الولائم والاستقبالات الكبرى
عاش في دار الأسقفية ناسكًا متعبدًا،
قليل النوم، كثير الصلاة، لا يحضر الولائم، ولا يتألّق في ملبسه، غير محبٍ
للبذخ، كل ما يتوفر لديه من أموال يقوم بتوزيعها على الفقراء أو الإنفاق بها
على المستشفى
نستطيع أن نلمس مدى عشقه للعطاء وحبه
للفقراء من تقديسه هذا العمل، حيث يتصور نفسه وهو يمد يده للعطاء أنه يقدم
ذبيحة حب على مذبح مقدس، يتقبلها الله رائحة رضى
يرى في الفقراء مذبح الله
المقدس، لا بل يرى فيهم السيد المسيح نفسه يمد يده ليتقبل عطية الحب من
الإنسان، إذ يقول:
[إنها تقيم من البشر كهنة!
نعم، إنه كهنوت يجلب مكافأة عظيمة!
الإنسان الرحوم (كاهن) لا يرتدي ثوبًا
إلى الرجلين، ولا يحمل أجراسًا ولا يلبس تاجًا، لكنه يتقمّط بثوب الحنو المملوء
ترفقًا، الذي هو أقدس من الثوب المقدس!
أنه ممسوح بزيت لا يتكون من عناصر مادية
بل هو نتاج الروح!
يحمل أكاليل المراحم، إذ قيل: "يُتوّجك
بالمراحم والرأفات"
عوض الصدرية الحاملة اسم الله يصير هو
نفسه مثل الله
كيف يكون هذا؟ إنه يقول: لكي تكونوا مثل أبيكم الذي في
السموات"
]
اهتمامه بالعذارى والأرامل:
كان في مدينة القسطنطينية بيت خاص
بالعذارى والأرامل من بنات الأشراف، وكان قد اعتراهن الكثير من الفتور الروحي،
فأعطاهن الأب البطريرك اهتمامًا خاصًا حتى سلكن في حياة روحية سامية، كما منعهن
من التردد على البيوت والملاعب والحمامات العامة
وحرم الأب البطريرك على الآباء الكهنة
قبول العذارى في بيوتهم حفظًا لسمعتهم، ومنعًا من إثارة أي شك لدى الشعب
أوجب على العذارى والأرامل العمل ليحفظهن
من الفتور والضعف الروحي بسبب الفراغ أو الملل، فكن يقمن بنسج ثياب الفقراء،
والاهتمام بزينة الكنائس، والخدمة في المستشفيات
كما نصح الأرامل والحدثات غير
القادرات على السلوك باحتشام أن يتزوجن ثانية، فالترمل في ذاته ليس خيرًا ولا
شرًا، إن لم يتحول إلى طاقات حب لله وخدمته
St-Takla
org Image: Saint John Chrysostom (Youhanna golden-mouth)
صورة في
موقع الأنبا تكلا: القديس يوحنا الذهبى الفم
إذ نتحدث عن خدمة العذارى والأرامل لا
نقدر أن نتجاهل الإشارة إلى الأرملة الشماسة أولمبياس Olympias التي نالت شهرة
فائقة في ذلك الحين، وارتبط اسمها باسم القديس يوحنا
لقد أعجب القديس الأسقف
بالشماسة الأرملة من أجل حبها لله، وسخائها في العطاء مع نسكها وتواضعها،
فأعطاها اهتمامًا خاصًا، واستغل طاقاتها في الخدمة، حتى أدركت القسطنطينية كلها
ذلك، لذلك عندما نُفي الأسقف انصبت عليها اضطهادات كثيرة، لكنها أيضُا تقبلت
رسائل تعزية من أبيها المتألم، تُعتبر مصدرًا هامًا لتاريخ حياته في أيامه
الأخيرة
مشكلة الأخوة الطوال القامة:
راجع سيرة
البابا ثاوفيلس الـ 23 هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت
مع الملكة أفدوكسيا:
وكان يبكت الخطاة وكل ذي زلة مهما كان
مقامه
كانت أفدوكسيا الملكة زوجة أركاديوس محبة
للمال، فاغتصبت بستانًا لأرملة مسكينة
شَكَت الأرملة أمرها للقديس الذي توجه
إلى الملكة ووعظها كثيرًا وطلب منها إرجاع البستان إلى صاحبته، وإذ لم تطعه
منعها من دخول الكنيسة ومن التناول
تملكها الغيظ وجمعت عليه مجمعًا من
الأساقفة الذين كان قد قطعهم لشرورهم وسوء تدبيرهم، فحكموا بنفي القديس
فنفى
إلى جزيرة ثراكي، ولكن هذا النفي لم يستمر أكثر من ليلة واحدة، إذ هاج الشعب
جدًا وتجمهر حول القصر الملكي طالبًا بطريركه
بينما كان الناس في كآبتهم على راعيهم
البار حدثت زلزلة عظيمة كادت تدمر المدينة، فزعت منها القلوب، وظن القوم أنها
علامة غضب الله على المدينة بسبب نفى القديس
أما أفدوكسيا فقد انزعجت واضطربت روحها
فهرولت إلى زوجها وطلبت منه أن يعيد القديس من منفاه
وما أن أبصر الشعب راعيه
حتى تبدل حزنهم إلى فرحٍ وعويلهم إلى ترانيم البهجة والسرور
نياحته في المنفى:
ولم تدم هذه الحال طويلاً حيث كان يوجد
بالمدينة ساحة فسيحة بجوار كنيسة أجيا صوفيا أقيم فيها تمثال من الفضة للملكة
أفدوكسيا
وحدث يوم تنصيبه أن قام بعض العامة بالألعاب الجنونية والرقص الخليع،
ودفعهم تيار اللهو إلى الفجور والإثم
فغار القديس يوحنا على الفضيلة التي
امتهنت وانبرى في عظاته يقبح هذه الأعمال بشجاعة نادرة
فانتهز أعداؤه غيرته
هذه ووشوا به لدى الملكة بأنه قال عنها: "قد قامت هيروديا ورقصت وطلبت رأس
يوحنا المعمدان على طبق"
فكانت هذه الوشاية الدنيئة سببًا قويًا لدى الملكة
للحكم عليه بالنفي والتشديد على الجند الموكلين بحراسته بعدم إعطائه الراحة في
سفره، فكانوا يسرعون به من مكان إلى آخر حتى انتهى بهم السفر إلى بلدةٍ يقال
لها كومانا، وهناك ساءت صحته وتنيّح بسلام سنة 407 م
فى عهد تملك ثاؤدوسيوس الصغير ابن الملك
أركاديوس، وفي سنة 437 م أمر بنقل جسد هذا القديس إلى القسطنطينية حيث وُضع في
كنيسة الرسل
وتعيّد الكنيسة بهذا التذكار في الثاني
عشر من شهر بشنس
من كلماته:
تأملوا هذا التقدم العجيب! إنه يرسل
ملائكة إلى البشر، ويقود الناس إلى السماويات
هوذا سماء تقام على الأرض لكي
تلتزم السماء بقبول الأرضيين
عندما يحل بنا أمر ما لم نكن نتوقعه، لا
نتذمر ولا تخور قلوبنا، بل نتحمل ذلك من الله الذي يعرف هذه الأمور بدقة، حتى
يمتحن قلوبنا بالنار كيفما يُسر، إنه يفعل هذا بهدفٍ معين وبقصد فائدة
المجرّبين، لذلك يوصينا الحكيم قائلاً بأن نخضع لله في كل الأمور، لأنه يعرف
تمامًا متى يخرجنا من فرن الشر
(حكمة يشوع 1: 1-2)
نخضع له على الدوام، ونشكره باستمرار،
محتملين كل شيء برضى، سواء عندما يمنحنا بركات أو يقدم لنا تأديبات
لأن هذه
الأخيرة هي نوع من أنواع البركات
فالطبيب ليس فقط يسمح لنا بالاستحمام (في
الحمامات العامة)
أو الذهاب إلى الحدائق المبهجة، بل وأيضًا عندما يستخدم
المشرط والسكين، هو طبيب!
والأب ليس فقط عندما يلاطف ابنه، بل
وعندما يؤدبه ويعاقبه
هو أب!
وإذ نعلم أن الله أكثر حنوًا من كل
الأطباء، فليس لنا أن نستقصي عن معاملته، ولا أن نطلب منه حسابًا عنها، بل ما
يحسن في عينيه يفعله
فلا نميز إن كان يعتقنا من التجربة أو يؤدبنا لأنه بِكِلا
الطريقين يود ردّنا إلى الصحة، ويجعلنا شركاء معه
وهو يعلم احتياجاتنا
المختلفة، وما يناسب كل واحدٍ منا، وكيف، وبأية طريقةٍ يلزمنا أن نخلص
لنتبعه حيثما يأمرنا، ولا نفكر كثيرًا إن
كان يأمرنا أن نسلك طريقًا سهلاً وممهدًا أو طريقًا صعبًا وعرًا
* يُكتَب أيضاً: القديس يوحنا ذهبي الفم، القديس
يوحنا فم الذهب، القديس يوحنا ذو الفم الذهبي
السيرة من
مصدر آخر هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت
ولد فى إنطاكية سنة 340 ميلادياً من أمراه تقيه تدعى " أنثوثه"
وهى تعطينا فكره عن
ألام المثالية لتربية ابنها وهى قد ترملت فى سن العشرين ولكنها كرست حياتها
لتربية ابنها يوحنا واحضرت له معلماً لييانوس وسأله تلاميذه من يخلفك بعدك فرد
عليهم المعلم يوحنا لو لم يسلبه المسيحيين منا وكان يعلمه البلاغة وتعلم ايضاً
الفلسفة وكان يتمتع بشخصية مرموقه
St-Takla
org Image:
Icon of the Three Holy Hierarchs - Sts
Basil the Great, John Chrysostom and
Gregory the Theologian (left to right)صورة في موقع الأنبا تكلا:
أيقونة تصور الآباء العظام: (من اليسار إلى اليمين)
القديس باسيليوس الكبير -
القديس يوحنا ذهبي الفم -
القديس غريغوريوس اللاهوتي
و تعمد متأخراً فى سن الثلاثين وهو الاعتقاد الذى نادى به ترتليان كان له قديس يدعى باسيليوس
وهو غير
باسيليوس الكبير
ورشح يوحنا صديقه باسيليوس لكرسى الأسقفيه فى أنطاكية
وهرب منه بعد أن وعده أن يجلس بجانبه على الكرسى الأخر وفكر يوحنا فى حياة الرهبنة
ولكن توسلات أمه إليه جعلته يؤجل ذلك ظاهرياً ولكن أمه أنثوثه أحست بميوله الرهبانية فأعدت له جو مهيأ للخلوة
وحجره خاصه له ليبتعد فيها وانتظر إلى وقت نياحة والدته وانطلق إلى دير فى أنطاكية
ومكث أربع سنوات ولكن عندما أبتدأ يظهر هرب إلى البريه ولكنه بإصابته بعض المرض تحت إرشاد أحد الشيوخ رجع مرة أخرى إلى العالم
ورسم قسيساً ومما اشتهر به القديس يوحنا هى العظات ومن أهمها:-
عظات التماثيل:-
وهى ترجع إلى إمبراطور ذلك العصر ثيئودوسيوس الكبير عندما عمل حفله كبيره لأبنه
وحدث أن الشعب تذمر وكسر التماثيل ولكن الإمبراطور غضب وخاف الشعب من الإمبراطور
لقسوته فأخذ القديس يوحنا يردهم إلى الإيمان وبذلك اشتهرت عظاته بهذا الاسم عظات
التماثيل نيبة إلى تمثال الإمبراطور وابنه الذى أراد أن يحتفل بمرور عشر سنوات على
ملكة للحكم وفرض ضرائب على الشعب الذى تذمر بعد ذلك عليه
وتنيح أسقف القسطنطينية وأقيم القديس يوحنا مكانه ولما اشتهر به يوحنا ذهبى الفم
" هو عقيدته الشهيرة من موقفه من الحق اٌلهى وموقفه من الاخوة الطوال:
الأخوة الطوال وهم طوال فعلاً وكانوا أربعة أخوه ومن صحبتهم واحد أسقف كان على
المنيا
ونتريا إحدى مناطق التجمعات الرهبانية وكان هؤلاء الأربعة منها
ونتريا هى من أحد المناطق الموجودة فى وادى النطرون المناطق
1- نتريا 2- القلالى 3- شهيت
وهؤلاء الاخوة الطوال من نتريا وكانوا محبين
للعلامة أوريجينوس متتلمذين على
كنيسته
والبابا ثاؤفيلس كان محباً أيضا لاوريجينوس ولكنه اختلف مع الأخوة الطوال الذين
كانوا يخدمون معه وكره اوريجينوس ومن معه ولكنه اتلوا الشكوك
البابا ثاؤفيلس مع
اخوتهم الرهبان الذين فى نتريا وأرسل لهم
البابا ثاؤفيلس الوالى ليقبض عليهم
فغضبوا من ذلك وهربوا منه وذهبوا إلى انطاكية واشتكوا
البابا ثاؤفيلس للأمبراطور وتقابل معهم القديس يوحنا فم الذهب
وعرف الخلاف وهداهم وأرسل خطاب إلى
البابا
ثاؤفيلس ليهدئهم ولكن
البابا ثاؤفيلس رد عليهم برد خاطئ وغير لطيف وقال له أنا
حر فى ما أعمله ولا تتدخل فغضب جداً القديس يوحنا فذهب الأخوة للإمبراطور وكانت
افدوكسيا بنت بوليكاريا هناك فاستدعت
البابا ثاؤفيلس وطلبت محاكمته والذى يحاكمه
هو القديس يوحنا فم الذهب والبابا ثاؤفيلس قد عقد مجمع وأرسل إلى ابيفانيوس أسقف
سلاميس بقبرص وحرم كتابات اوريجينوس وفيما ذاهب
البابا ثاؤفيلس ليحاكم أمام
القديس يوحن وافدوكسيا وفيما هوذاهب حدث خلاف بين القديس يوحنا وبين افدوكسيا
لأنها أقامت تمثالاً كبيراً فى ميدان بقرب كلية أجيا سوفيا بإنطاكية وكان حول
التمثال أقيمت الحفلات والرقص والغناء فوبخها القديس يوحنا على ذلك فغضبت الملكة وجعلت العكس فجعلت
البابا ثاؤفيلس هو الذى يحاكم القديس يوحنا فم الذهب وذلك فى
مجمع السنديان نسبة إلى مدينة سنديان وهناك فى المجمع حدث عجائب للقديس يوحنا فم
الذهب أظهرت فيها فداسته فاغتاظت الملكة جدا فسجنته فى منفى بعيدا فى منطقة بوكازا
وأمرت بتعذيبه كثيرة ونفته بعد ذلك إلى مكان ابعد من بوكازا وبلغت القسوة إلى أنه
كان يمشى حافى القدمين إلى أن مرض بمرض الحمى وتعب تعبا شديدا حتى مات فى
منفاه وذلك كان فى سنة 440 ميلاديا فى منتصف القرن الخامس
(لا يتسطيع أحد أن يؤذى الإنسان مال يؤذى الإنسان نفسه)
وتنيح القديس يوحنا فم الذهب قبل انقسام الكنيسة
+ عائلة ثيئودوسيوس:
كل إمبراطور يسمى ثيئودوسيوس
ثيئودوسيوس الكبير: - الذى حضر
مجمع القسطنطينية
ثييئودوسيوس الصغير: - عاصر
مجمع أفسس الأول والثانى
ثيئودوسيوس الكبير : - الذى عاصر القديس يوحنا فم الذهب
اتروبيوس: - كل من مؤيدى الإمبراطور
غيناس: كان من مؤيدى الإمبراطور وكانوا منافيين لبعضهم حتى أن أتروبيوس قتل
بخيانته
غيناس: كان رجل بربرى وغنىفاحش فى الخطية لأنه كان فقيرا وأصبح غنيا وطلب كنيسة
ليصلى فيها ولكن يوحنا فم الذهب رفض طلب الإمبراطور له بإعطاء غيناس كنيسة وطلب
محاضرته وفى وقوفه أمامه وبخه قائلا له كيف أعطيك بيت الله لتعبث به ونسطوربون
فاغتاظ وأرد أن يجدف قصد يوحنا فم الذهب ولكن الملائكة دافعوا عنه إذ أن لم يستطيع
أن يفعل شئ ضده
وكان يوحنا فم الذهب معروف بالحق الإلهى ولا يقبل الربا وأراد الإمبراطور أن يقتل
أتروبيوس وهاج عليه الشعب لينتقم منه فذهب اتروبيوس إلى الكنيسة واحتمى بالمذبح
واستيبل يوحنا هذا الموضوع ودخل إليه ووعظه قائلا الكنيسة تحبك
+ الوالى ورلاسيوس:
أختلس من امرأة 500 دينار ولكن القديس منع الوالى من الخروج وعلمت افدوكسيا بذلك
فأرسلت جنودا ليخرجوه ولكنهم لم يستطيعوا لأن ذهبى الفم كان محمى بالملائكة فاضطرت
إلى إرسال المبلغ إلى المرأة إلى أن سمح له القديس يوحنا بالخروج
St-Takla
org Image:
Coloring picture of saint John Chrysostomصورة في موقع الأنبا تكلا:
صورة تلوين للقديس البابا يوحنا ذهبى الفم (يوحنا فم الذهب) ، بطريرك
القسطنطيني
+ اغتصبت الإمبراطورة حقلا من امرأة فأرسل لها يوحنا فم الذهب لكى ترجع الحقل إليها
ولكنها لم تستجيب له فاستغل القديس دخولها الكنيسة فاغلق عليها الباب ولكن أحد
الجنود أراد أن يفتح الباب ولكن يده يبست فخافت افدوكسيا واضطربت ولم يشفى إلا بعد
أن صلى عليه القديس يوحنا فم الذهب وأرجعت افدوكسيا الحقل للمرأة
القديس غريغورس الثيئولوغوس: - (من أهمهما)
ولد سنة 330 م فى مدينة نيزانزا وكان والد غريغوريوس أسقفا عليها وأمه تفقيه تدعى
نونا وهى التى تعبت كثيرا فى تربية ابنها وكانت أم مثالية وكل اللآلئ لا تساويها
وأثرت فى زوجها غريغوريوس قبل أن يصير أسقفا حتى صار أسقفا وخدمته على تأديه
رساالته وأنجبت قديسا خدم الرب بكل تقوى هو القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات
صداقة القديس غريغوريوس للقديس باسيليوس الكبير
تعرف عليه فى قيصريه الكبادوك ومنها إلى فلسطين ومنها إلى الإسكندرية ومنها إلى
أثينا فالتقى بالقديس باسيليوس هناك فاتفقوا على الحياة النسكية هناك وفى الطريق من
الإسكندرية إلى أثينا عصفت بهم الأمواج وكادت أن تغرقهم فخاف القديس لأنه لم يكن قد
تعمد بعد ونذر حياته للرب إذا ما نجاه من الغرف وفعلا نجاه وكرس حياته للرب
وعاش القديس باسيليوس وغريغوريوس فى صداقه قويه ومكث فى أثينا ممدة تتراوح ما بين
10 إلى 12 سنة ورجع إلى نزايزا وهو فى سن الثلاثين تقريبا وعاش القديس غريغوريوس
حياة الفضيلة
ورأى حلما فتاتين جملتين لابستين ثيابا بيضاء فقالت واحدة أنا العفة والأخرى أنا
الحكمة ولما استيقظ القديس نومه عشق العفة والحكمة
فمنذ ذلك اليوم لم يتذوق إلى شئ غير الصلاة وقراءة الكتب المقدسة والحياة الروحية
* انظر أيضاً: الشماسة
أولمبياس